الوحدة الثقافية

تابعنا على:   19:35 2022-08-17

د. عبد الولي الشميري

أمد/ لما فكر القادة الهنود_ واقصد بالهنود مؤسسي الدول الرئيسة القائمة على اراضي القارة الهندية حاليا. الهند وباكستان_ في قيام دول مركزية ذات انظمة فيدرالية يتجمع في ظلها ما يربى على مليار هندي،هداهم العقل إلى إقامة الوحدة وتقسيم الارض والانسان على اساسين.
الاساس الاول :المعتقدات الدينية الاساس الثاني :التجمعات اللغوية، مع وجود اقليات تخرج من هذه القاعدة.

ولم يختلف الانجليز معهم على صواب هذه الاعتبارات كاساس صحيح لتقوم عليها تجمعات بشرية تنطوي تحت راية واحدة وبعد نهاية المقاومة السياسية للقارة الهندية ضد الاستعمار الانجليزي في سبيل التحرر كانت الحرية والاستقلال واختار الشاب الهندي لغة الاغلبية الحالية الهندية تتوحد في ظلها طوائف الشعب الهندي ومناهجه الدراسية واخباره ومسلسلاته ومراسلاته مع احتفاظ كل قومية بلغتها المحلية

وما اكثرها في الهند وغالبا لا تجد قومية تتحدث لغة قومية اخرى. ولكن تجمعهم جميعا اللغة الهندية الموحدة لغة الدولة والشعب.مع استخدام اللغة الانجليزية الشائعة في حدود التجارة والحاجة اليها للعلاقات الدولية.وكان استقلال باكستان عام ١٩٤٨م ما يقوم على اختيار اللغةالاوروبية لغة رسمية للدولة المركزية مع ابقاء الحق لكل قومية أن تتحدث لغتها المحلية وما اكثرها. وكان من اهم العوامل الكثيرة التي ادت لانفصال البغال عن دولتهم باكستان
وادت الى التفاف سكان بنجلاديش وراء الشيخ مجيب الرحمن. ليقود دعوة انفصال بنجلاديش واستقلالها عن باكستان.

عامل اللغة البلغالية التي يعرفها معظم سكان دول بنجلاديش،لم تشفع الاواصر الدينية لاغلبية سكان باكستان وبنجلاديش الذين تدين اغلبيتهم بالاسلام.ليبقى الشعبان في ظل وحدة سياسية واحدة فكان ما كان من الحرب والانفصال واعلان دولة بنجلاديش.وكان حال هذه الدولة الثالثة مع اللغات المحلية والتجارية كما هو حال الدولتين السابقتين.

ولعب عامل التحيز للغة دورا مهما في اقناع خصوم الانفصال والامريكيون اصحاب كبرى المدينات الحديثة في عالم اليوم كانوا وما يزالون يملكون لغات اخرى محلية اقليمية وكانوا اكثر حرصا على الوحدة اللغوية للولايات الامريكية كافة كلغة رسمية يتوحد في ظلها الاعلام والمناهج الدراسيةولغة الدولة والمخاطبات الثقافيةمع الابقاء على بعض اللغات المحلية ليتحدثوا بها اصحابها فيما بينهم.ولكن لا يعتبرونها لغة رسمية.

ورغم الحروب التحررية التي دارت في الولايات الامريكية كافة ضد الاستعمار البريطاني في سبيل نيل الحرية وبرغم حرب الشمال الامريكي ضد الولايات الامريكية الجنوبية المنادية بالانفصال لاربعة اعوام من عام ١٨٦١م الى العام ١٨٦٥م إلا أن الامريكيين كانوا مجمعين على وحدة اللغة الرسمية الثقافية وهي الانجليزية.

التي كسبوها من المستعمر البريطاني وبقيت الشعوب الامريكية المتمدنة   ضمانات استمرار الوحدة في وقت عجزة الدولة الاقل سكانا وهي جارتها كندا عن تعميق الولاء الوحدوي للنظام السياسي الكندي فلا تكاد ان نسعى الانفصالية تتصاعد بين سكان ولاية( الكيك)الناطقة بالفرنسية دون غيرها من الولايات الكندية المترامية الاطراف.الا ان المناهج واللغة الرسمية ولغة المخاطبة والتجارة لم تقبل بالاندماج اللغوي مع لغة رسمية في (اوتاوا)وهي الانجليزية.

اما الاوروبيون بلغاتهم الكثيرة فلم يكن سهلا عليهم التطلع الى وحدة سياسية في نظام سياسي فيدرالي واحد.واكتفت منظمة الدول الاوروبية (تشنجن)بوحدة نقدية لعملة موحدة( اليورو) ليبدو قوة اقتصادية امام دولار (لانكولين) الامريكي.

ولتحافظ على بقائها الاقتصادي باعباء اقل تكلفة من ثلاث عشر عملة.ورغم وحدة وثائق السفر امام المواطن الاوروبي فما تزال هناك كمية من التحفظات الخفيةعلى الانضمام الشامل للعملة الموحدة.

وعلى رأس المتحفظين المملكة المتحدة البريطانية.

وهناك تحفظات على الدمج الكامل بمنح تأشيرات الدخول من قبل الدول الاوروبية كافة من اعضاء الاتحاد لاي سائح او زائر لدول (تشنجن)،وهذان المثالان دليلان على ان الوحدة اللغوية الثقافيةتسبق الوحدة السياسية الاقتصادية.

بل ان ثقافة الامم وايجاد قناعاتها بوحدتها وتقاربهاوالتأثير الثقافي لا يتم الا بتوحد اللغة بين الامة الواحدة.

ومن هذا المفهوم اجدني متسائلا: ما بال امة الضاد العربية ذات البعد الوحدوي ثقافياودينيا ولغويا وجغرافيا لم يحن تفكيرها الجاد في التحرك المتسارع المتدافع نحو واحدية الثقافة والاداب؟!

كلمات دلالية

اخر الأخبار