
عيناها موجتان هاربتان من عمق البحر

منجد صالح
أمد/ زُرقة عمق البحر عينيها البرّاقتين كعيني هرّة جامحة تموء في عزّ شهر كانون.
تختزن وله آهات النوارس وتبني من زبد العناق ثمار الخدود، المُحمرّة المُتورّدة العطشى.
تنقشعُ الغيوم عن نافذة البيت العتيق المُتخمة بالضباب، تتوشّح باحمرار الشفق كتفّاحة بلون حُمرة الخدود.
صهيل الجواد الاصيل يفصل نهري عن شفتيها وعن خدّيها وعن تفّاحتيها.
مع الغروب، تهبّ على جسدها اللولبي اللعوب طللائعُ نسيمات البحر العميق، فتتورّد الخدود وتنتصب التفّاحتين ويصهل النهر وينفث البرق ويقذف الرعد ويهطل المطر يروي عمق البحر، فتتوهّج زرقة العيون.
كاتب ودبلوماسي فلسطيني